شهد العام 2021 نُقطة تحوّل محورية في جائحة كورونا، إذ اتخذت الكويت خطوات حذرة ومُفعمة بالأمل نحو العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، وذلك بعد أشهر طويلة من تطبيق الاشتراطات الصحية الصارمة والإغلاقات والجهود الضخمة التي بذلتها الصفوف الأمامية في مكافحة آثار وتداعيات انتشار الوباء، وقد كانت زين – بصفتها إحدى كبرى شركات القطاع الخاص الكويتي – في مُقدّمة المؤسسات الوطنية التي ساهمت في تمكين هذه العودة الحذرة من خلال دعمها للعديد من المُبادرات المُجتمعية وتعزيز الابتكار في ريادة الأعمال وتمكين طموحات الشباب في عالم ما بعد “كورونا”.
وارتكزت جميع المُبادرات التي أطلقتها ودعمتها زين خلال العام على استراتيجيتها المُتكاملة للاستدامة والمسؤولية الاجتماعية، والتي امتدت عبر العديد من القطاعات الأكثر حيويةً في المُجتمع، منها قطاعات الصحة والبيئة والتعليم والشباب وريادة الأعمال والرياضة وغيرها، وفي التقرير التالي، تستعرض زين أبرز البرامج والمشاريع المُجتمعية التي أطلقتها ودعمتها خلال العام 2021:

تعزيز الوعي البيئي
خلال العام 2021، شاركت زين في فعاليات التدشين الرسمي لمشروع تزيين وتخضير إحدى المداخل الرئيسية للعاصمة (الجزيرة الواقعة بين منطقتي ضاحية عبدالله السالم والشامية)، وذلك بحضور محافظ العاصمة الشيخ طلال خالد الأحمد الصباح، ونائب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في مجموعة زين بدر ناصر الخرافي.
وكانت زين – بصفتها المُشغّل الوطني – قد تم اختيارها لتطوير هذا المدخل الرئيسي لمُحافظة العاصمة والقيام بأعمال الصيانة، في خطوة عكست دور مؤسسات القطاع الخاص في تحقيق التنمية المُستدامة بالتعاون مع مؤسسات القطاع العام.
ويُعتبر هذا المشروع ثمرة التعاون المشترك بين القطاعين الحكومي والخاص، حيث سيساهم في عمليات تجميل وتخضير مدخل المحافظة، كخطوة أولى لتجميل جميع مناطق المحافظة، وبحثت زين شكل التصميم النهائي للنصب التذكاري الذي ستتولّى مُهمّة تشييده في الموقع، من خلال دعوة المبدعين والشباب المبادرين إلى المشاركة في أعمال التصميم، بالتقدم بأفكارهم الإبداعية، على أن يتم اختيار التصميم الأكثر تعبيراً وتميزاً للنصب التذكاري للمشروع، إذ ستقوم بأعمال الترميم والتجديد لموقع الجزيرة بالكامل.

وفي أواخر شهر أكتوبر من العام 2021، شاركت زين مُمثّلةً بالرئيس التنفيذي لشركة زين الكويت إيمان الروضان في القمة العالمية للطاقة الرقمية 2021، والتي نظّمتها شركة هواوي على هامش معرض جيتكس في دبي، إذ هدفت هذه القمة إلى تمكين المؤسسات من اغتنام الفرص الكامنة في الطاقة المتجددة من خلال الاعتماد على التقنيات الرقمية لتحقيق أهداف الاستدامة.
وشاركت زين في الجهود العالمية التي تتناول أعمال الطاقة الرقمية، حيث الآمال معقودة على دفع عجلة التحول الرقمي في قطاع الطاقة للتخلص من الانبعاثات الكربونية، حيث تتطلع إلى نجاح هذه الجهود التي تسعى إلى دمج التقنيات الرقمية والكهربائية لتوليد الطاقة الآمنة، التي بدأت تشهد تسارعا أكبر بعد الجائحة، فالقطاعات التكنولوجية تبحث في الوقت الحالي الاعتماد على الطاقة الآمنة، خصوصا مع مرحلة التعافي الاقتصادي في مساهمة منها للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
إضافةً إلى ذلك، أطلقت زين حملة توعوية عبر قنواتها الرسمية على شبكات التواصل الاجتماعي تحت عنوان #فعّل_دورك، وذلك لتعزيز دورها الاجتماعي في نشر الوعي البيئي، والتأكيد على أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، حيث قامت بتوظيف قنواتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر العديد من المعلومات والحقائق البيئية الهامة التي قد يغفل عنها الكثير من الناس، والتي تُبيّن الأثر المُدمّر لتغير المناخ على صحة الإنسان والبيئة.
وأتت الحملة ضمن استراتيجية الشركة للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة، التي تلتزم من خلالها ببناء خُطط لمواجهة تغيّر المناخ والإسهام في تخفيض الانبعاثات الكربونية بما يتناسب مع اتفاقية باريس (2015)، هذا بالإضافة إلى حرصها على نشر الوعي البيئي وثقافة الحفاظ على الموارد.

كما دعمت زين حملة منظمة الأمم المتحدة للتعريف بأهمية الوعي البيئي والحفاظ على الموارد الطبيعية تحت شعار “الشباب من أجل العمل المناخي”، التي أطلقتها مُنظمة الأمم المتحدة بمناسبة احتفالها بيومها العالمي والذي يوافق 24 أكتوبر من كل عام، وذلك ضمن شراكتها الاستراتيجية مع هيئة الأمم المتحدة.
وشاركت زين في الاحتفالية من خلال إضاءة مبانيها الرئيسية في الشويخ باللون الأزرق، وذلك أسوةً بباقي مؤسسات الدولة من القطاعين العام والخاص ودعماً لجهود منظمة الأمم المتحدة.

دعم الابتكار وريادة الأعمال
خلال العام 2021، عرضت زين أوّل تقرير رقمي مُصوّر للشركات التكنولوجية الناشئة والابتكارات الرقمية في الشرق الأوسط في ختام أعمال النسخة السادسة الافتراضية من برنامجها Zain Great Idea الذي أطلقته بالتعاون مع Brilliant Lab لتسريع وتطوير الشركات التكنولوجية الناشئة.
وشهد العرض الخاص الذي استضافته الشركة في سينما VOX بمجمع الأڤنيوز استعراض 25 شركة تكنولوجية ناشئة وصلت إلى المرحلة النهائية من البرنامج، والتي مثّلها مبادرين من 7 دول خليجية وعربية هي: الكويت، السعودية، الإمارات، عُمان، البحرين، مصر، وتونس، حيث استعرضوا نماذج أعمال شركاتهم أمام مجموعة من المُستثمرين والشركات الاستثمارية وشركاء الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
واحتفلت زين في عام 2021 بعشر سنوات من برنامجها المُبتكر Zain Great Idea الذي يُعتبر واحداً من أكثر المُبادرات التي أطلقتها الشركة نجاحاً في السوق الكويتي كجزء من استراتيجيتها للاستدامة ودعم الابتكارات التكنولوجية.
وقد قام برنامج ZGI على مدار عقد كامل بتمكين وتدريب أكثر من 1500 شاب من الجنسين من الكويت والعالم العربي، وهو ما يحقق أهداف الشركة في خلق فرص عمل مبتكرة في مجالات أعمال الشركات التكنولوجية الناشئة، من خلال تسريع مشاريع لأكثر من 100 شركة صغيرة ومتوسطة.
وكان التحول الرقمي هو قصة النجاح الأكثر شيوعاً للأغلبية من هذه الشركات، إذ يُعتبر برنامج Zain Great Idea في جوهره مُسرعاً للشركات التكنولوجية الناشئة، وقد أثبت الطلب الكبير على هذا القطاع من ريادة الأعمال في الكويت ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن رؤية زين لتحقيق الريادة الرقمية كانت على الطريق الصحيح.

دعم التعليم الآمن والتشجيع على التطعيم
تزامناً انطلاق العام الدراسي الجديد حضورياً في المدارس، عقد زين شراكة مع الحملة الوطنية لبيئة تعليمية آمنة تحت شعار “تعليم آمن”، والتي أتت بالتعاون المُشترك مع وزارة الداخلية ووزارة الصحة ووزارة التربية ووزارة الإعلام، وذلك لنشر التوعية بالاشتراطات الصحية والسلامة المرورية خلال انطلاق العام الدراسي الجديد.
كما تواجدت زين في مركز جسر جابر للتطعيم بالتعاون مع وزارة الصحة على مدار ثلاثة أيام، وذلك للمُساهمة في تبريد الأجواء على الطواقم الطبية وأبطال الصفوف الأمامية العاملين في المركز وتشجيعاً للمواطنين والمقيمين المُطعّمين على دعم جهود الدولة في تعزيز المناعة المجتمعية ومواجهة آثار الجائحة.
ونظّمت زين حملتي تطعيم داخليتين لموظّفيها بمقرّها الرئيسي في الشويخ بالتعاون مع وزارة الصحة، حيث استقبلت الشركة موظفيها وعائلاتهم بهدف تحصينهم ضد ڤيروس كورونا ودعماً للجهود الكبيرة التي تُنظّمها الدولة في تطعيم المجتمع.
كما قامت زين أيضاً بإطلاق حملة توعوية على وسائل التواصل الاجتماعي بعنوان “طعّمت.. خلها للذكرى”، والتي شجّعت من خلالها أفراد المُجتمع على الإقبال على التطعيم لتحقيق الأهداف المرجوة والوصول إلى المناعة المُجتمعية، كما قامت بتقديم ملصقات تشجيعية للمُطعّمين في مركز الكويت للتطعيم في مشرف ومركز جسر جابر وعبر تطبيقات “سناب” و”إنستغرام” و”واتساب” كبادرة منها للتحفيز الإيجابي لمن أقبل على التطعيم.

دعم الرياضة والرياضات الإلكترونية
خلال العام 2021، أعلنت زين عن شراكتها الرئيسية مع أكاديمية “رافا نادال” الإسبانية في مجمع الشيخ جابر العبدالله الجابر الدولي للتنس بالتعاون مع شركة التمدين الرياضية، والتي تُعتبر أكاديمية التنس الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وهي أولى وجهات الأكاديمية التابعة للبطل العالمي رافاييل نادال خارج إسبانيا.
واستمرت زين بدعم أبطال منتخب الكويت للدراجات المائية للعام العاشر، حيث حققوا 10 ميداليات (8 ذهبيّات، وفضّيتان) ضمن مُشاركتهم في الجولة الثانية من بطولة العالم للدراجات المائية للعام 2021 التي أقيمت في شهر أكتوبر بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد استقبلتهم زين في مطار الكويت الدولي فور وصولهم إلى أرض الوطن.
كما استمرت زين برعايتها للبطل الكويتي المُصنّف الأول عالمياً في رياضة الدراجات المائية يوسف العبدالرزاق، والذي رعت مشواره الرياضي الاحترافي على مدى الـ 13 عاماً الماضية، وهي السنوات التي حقّق خلالها العبدالرزاق رصيداً زاخراً من الإنجازات والتتويجات العالمية بكل جدارة واقتدار، ونافس فيها كبار المُحترفين من مُختلف دول العالم رافعاً اسم الكويت عالياً في كُبرى المُنافسات الإقليمية والعالمية.
ورعت زين أيضاً دوري SFL أكبر دوري كرة قدم للهواة في البلاد، والذي هدف إلى خلق مُجتمع رياضي لفئة الهواة وتهيئة بيئة ذات أجواء احترافية لهم مع تشجيع المواهب المحليّة على إبراز طاقاتهم الرياضية، والمُساهمة بتطوير رياضة كرة القدم في الكويت، وتوريد المواهب للأندية الرسمية، ومعايشة الهواة لأجواء التنظيم الاحترافي، بالإضافة إلى غرس القيم الحميدة من خلال الحملات التوعوية.
كما أعلنت مجموعة زين أن علامتها التجارية للرياضات الإلكترونية Zain Esports قد دخلت في شراكة مع اللجنة الأولمبية الكويتية، وذلك استعداداً لإدارة فعاليات البطولة المفتوحة للجنة الكويتية للألعاب الإلكترونية، التي أقيمت في مقر اللجنة الأولمبية الكويتية، حيث استهدفت اكتشاف وإطلاق العنان لإمكانات المواهب المحلية، وتشكيل الفرق الوطنية للرياضات الإلكترونية، الذي ستشارك في الألعاب الأولمبية، وغيرها من المسابقات الدولية الأخرى.