أكد القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبدالفتاح البرهان اليوم الاثنين ضرورة تشكيل حكومة مستقلة ذات مهام محددة يتوافق عليها جميع السودانيين “في هذا الظرف التاريخي الذي تمر به البلاد”.
وشدد البرهان في كلمة أمام ضباط القوات المسلحة وقوات الدعم السريع على ضرورة العمل على تحقيق مهام الفترة الانتقالية التي تتمثل في تحقيق السلام وبسط الأمن ومعالجة قضايا معاش الناس وقيام الانتخابات.
وأوضح البرهان “أن تحقيق هذه الأهداف يحتاج إلى تلاحم الشعب السوداني إعلاءا لمصالح الوطن العليا والبعد عن المصالح الحزبية الضيقة”.
ووصف القوات المسلحة بأنها “صمام أمان الوطن وستظل متماسكة تحرس ترابه وأمنه وستحمي الانتقال الديمقراطي وصولا لانتخابات حرة ونزيهة ترضي طموحات كل السودانيين”.
وكان رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك أعلن أمس الأحد استقالته من رئاسة الحكومة قائلا “قررت أن أرد إليكم أمانتكم وأعلن لكم استقالتي من منصب رئيس الوزراء مفسحا المجال لآخر من بنات أو أبناء هذا الوطن المعطاء لاستكمال قيادة وطننا العزيز والعبور به خلال ما تبقى من عمر الانتقال نحو الدولة المدنية الديمقراطية”.
وأشار حمدوك في خطاب متلفز إلى أنه حاول بقدر استطاعته أن يجنب البلاد خطر الانزلاق نحو “الكارثة في ظل الانقسام السياسي بين مكونات الانتقال وانسداد أفق الحوار بين الجميع مما جعل مسيرة الانتقال هشة ومليئة بالعقبات والتحديات”.
ومنذ 25 أكتوبر الماضي يعاني السودان أزمة حادة بعدما أعلن قائد الجيش عبد الفتاح البرهان حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعفاء الولاة واعتقال قيادات حزبية ووزراء ومسؤولين وسط احتجاجات مستمرة رافضة لهذه الإجراءات ووصفتها ب”انقلاب عسكري” مطالبة بألا يكون للجيش دور في الحكومة خلال فترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات حرة.
وفي 21 نوفمبر الماضي وقع البرهان وحمدوك اتفاقا سياسيا يتضمن عودة الأخير لمنصبه وتشكيل حكومة كفاءات وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين غير أن قوى سياسية ومدنية عبرت عن رفضها للاتفاق متعهدة بمواصلة الاحتجاجات حتى تحقيق الحكم المدني الكامل.