بناء على تكليف من وزير الداخلية لاعداد دراسة شلملة لظاهرة العنف المنتشرة مؤخرا في الكويت, كشفت رئيس جمعية تحسين بيئة العمل(تحت الاشهار) دينا الوهيب ان العديد من دول العالم رصدت زيادة السلوك العدواني مع انتهاء الوباء.
واشارت الوهيب ان الدراسات العلمية تؤكد ان بعد الازمات يميل الناس إلى تركيز اهتمامهم على البقاء على قيد الحياة فقط دون الاهتمام بذاتهم كما اعتادوا من قبل ، مشيرة ان الضغوط المالية للوباء ستؤثر على قدرات الافراد العقلية.
وقالت : قد مرت الصدمات والضغوط النفسية الناجمة عن الوباء في الكويت في الغالب دون رادع ، وبحالة انكار، ودون علاج خاصة مع نقص المعالجين والأطباء النفسيين لتلبية المطالب ،وغلاء اسعار المراكز النفسية الخاصة, ووصمة العار الثقافية مع المشاكل النفسية في الكويت.
وبينت ان مع العودة إلى مكان العمل سيضطر الناس للتعامل مع المشاعر المجهدة التي لم يتم حلها ، وقد لا يدرك الآخرون ما يمرون به كأعراض للاضطرابات النفسية فا يميلون الي السلوك العدواني وقلة التحفيز والانتاجية.
واشارت الوهيب الى ارتفاع حالات الاكتئاب بمقدار 53 مليون حالة على الصعيد العالمي بنسبة 28% فوق مستوى ما قبل الوباء، وزيادة حالات الاكتئاب بنسبة 37% في الشرق الاوسط.
وبينت ارتفاع حالات القلق بنسبة 26% فوق مستوى ما قبل الوباء، وقد أثر الوباء على صحة المراة اكثر من الرجال وكان ثلثا الحالات بين النساء.
وقالت الوهيب ان الأمم المتحدة حثت الحكومات في جميع أنحاء العالم على أخذ عواقب الصحة النفسية على محمل الجد ، وضمان توافر الدعم للصحة النفسية على نطاق واسع.
وشددت الوهيب انه ما لم نتحرك الآن لتلبية احتياجات الصحة العقلية المرتبطة بالوباء ، ستكون هناك عواقب وخيمة طويلة الأجل على اماكن العمل مما يؤدي الي خلل للأسر والمجتمعات، خاصة بعد ان حذر المنتدى الاقتصادي العالمي على الأثر التراكمي للاضطرابات النفسية على الصعيد العالمي من حيث الناتج الاقتصادي المفقود الذي سيبلغ قدره 16 تريليون دولار على مدى السنوات العشرين المقبلة.
وختمت بالقول :يجب أن نرى أن الوباء كدعوة للاستيقاظ للدول للاستثمار في القدرات البشرية.