في إطار استراتيجيته الهادفة إلى دعم وتطوير القدرات المهنية في القطاع المالي والاستثماري في دولة الكويت، نظم اتحاد شركات الاستثمار (UIC) من خلال ذراعه التدريبي مركز دراسات الاستثمار (ISC) برنامجاً تدريبياً نوعياً بعنوان «مهارات حل المشكلات في قطاع الخدمات المالية»، وذلك يوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025.
يأتي هذا البرنامج في سياق جهود الاتحاد المستمرة لتعزيز كفاءة الكوادر العاملة في مؤسسات القطاع المالي والاستثماري، وتمكينها من مواجهة التحديات المتنامية التي يشهدها القطاع في ظل التحولات التنظيمية السريعة، والتطورات التقنية المتسارعة، وتغير احتياجات المستثمرين. وقد أكد الاتحاد أن مهارة حل المشكلات لم تعد مهارة ثانوية، بل أصبحت من الركائز الاستراتيجية التي تعتمد عليها المؤسسات المالية لضمان جودة القرارات، وتعزيز الامتثال للمتطلبات الرقابية، ودعم النمو المستدام.
شهد البرنامج تفاعلاً مميزاً من المشاركين، حيث تناول مفهوم حل المشكلات كعملية متكاملة وليست مجرد خطوة آنية. وسلطت المحاضرة الضوء على أهمية تطوير “عقلية حل المشكلات” التي تمزج بين التفكير التحليلي العميق والابتكار العملي، مما يمكّن المهنيين من اتخاذ قرارات أكثر كفاءة ووضوحاً في بيئات عمل سريعة التغير ومعقدة التركيبة.
وتم خلال البرنامج التأكيد على أن القدرة على معالجة التحديات المالية تتطلب فهماً عميقاً لطبيعة المشكلة، وجذورها، وتأثيرها على العمليات والاستراتيجيات الاستثمارية. وقد تم المزج بين الأطر النظرية والتطبيقات العملية، بما يضمن للمشاركين اكتساب مهارات وأدوات قابلة للتطبيق الفوري في بيئات العمل الفعلية.
صُمم البرنامج التدريبي ضمن إطار متكامل ، بدأ بتقديم المفاهيم الأساسية لحل المشكلات، وإبراز القيمة الاستراتيجية للنهج المنظم في معالجة القضايا. ثم انتقل إلى منهجيات عملية لتحديد المشكلات وتشخيصها بدقة، باعتبار أن التشخيص الصحيح هو مفتاح الوصول إلى الحل الفعّال.
وتناول البرنامج كذلك أنماط حل المشكلات المختلفة — التحليلية، والإبداعية، والعملية، والعاطفية — ودورها في تشكيل ديناميكيات العمل الجماعي. وقد مكّن هذا المحور المشاركين من التعرف على أساليبهم المفضلة في التفكير، وفهم القيمة المضافة لتنويع الأنماط في فرق العمل.
كما سلط البرنامج الضوء على طبيعة التحديات التي تواجه المؤسسات المالية والاستثمارية في الوقت الراهن، والتي تشمل التعقيدات التشغيلية، والمتطلبات التنظيمية، والتحولات الرقمية، وتغيرات الأسواق. وتم إثراء النقاش بأمثلة واقعية ودراسات حالة مستوحاة من بيئة الاستثمار الكويتية والإقليمية.
خصص جزء رئيسي من البرنامج لاستعراض آليات توليد الحلول واتخاذ القرارات بطريقة منهجية. وتعرّف المشاركون على مجموعة من الأساليب والأدوات المعتمدة عالمياً مثل العصف الذهني، وتحليل SWOT، وتحليل التكلفة والمنفعة، ومبدأ باريتو (Pareto Principle)، واستخدموها في تقييم الخيارات واختيار الاستراتيجيات الأكثر جدوى.
وفي المرحلة الختامية من البرنامج، تم التركيز على آليات التطبيق العملي لخطوات حل المشكلات وتحويل الأفكار إلى إجراءات قابلة للقياس. وشملت هذه المرحلة تصميم خطط تنفيذ، وتحديد التحديات المحتملة، ووضع آليات للمتابعة والتقييم.
اختتم البرنامج بجلسة تفاعلية، شجع فيها المشاركون على استخلاص أبرز الدروس وتحديد الإجراءات العملية التي سيطبقونها في بيئات عملهم. وقد شكل هذا المحور جزءاً محورياً في ترسيخ مفهوم التعلم المستدام.
أكد اتحاد شركات الاستثمار أن تنظيم هذا البرنامج يتماشى مع رؤية الكويت 2035 التي تولي اهتماماً كبيراً لتطوير رأس المال البشري وتعزيز التميز المؤسسي وتنويع الاقتصاد الوطني.
يُعدّ بناء قدرات المهنيين في القطاع المالي حجر الأساس لتحقيق هذه الطموحات الوطنية، حيث تلعب شركات الاستثمار دوراً محورياً في تمويل جهود التنويع الاقتصادي، ودعم نمو القطاع الخاص، وتعزيز مكانة دولة الكويت كمركز مالي إقليمي.
ويرى اتحاد شركات الاستثمار أن تطوير مهارات حلّ المشكلات داخل مؤسسات الاستثمار والقطاع المالي يعزّز من قدرتها على التفاعل بفعالية مع المتغيرات التنظيمية، ودمج التقنيات المتقدمة، وتلبية توقعات المستثمرين والعملاء. كما تسهم هذه المهارات في تعزيز الحوكمة والمرونة التشغيلية للمؤسسات المالية، بما يدعم الاستقرار الاقتصادي والنمو المستدام في دولة الكويت.
ومن خلال مركز دراسات الاستثمار، يواصل الاتحاد تصميم وتنفيذ برامج تدريبية متخصصة تُلبّي الاحتياجات المتطورة لقطاع الاستثمار، حيث يتم إعداد هذه البرامج بالتعاون مع نخبة من الخبراء والمؤسسات الدولية المرموقة لضمان استفادة المشاركين من أحدث المعارف وأفضل الممارسات المعترف بها عالمياً.
واختتم اتحاد شركات الاستثمار البرنامج بالتأكيد على التزامه بمواصلة تقديم فرص تدريبية عالية الجودة تتسم برؤية مستقبلية، وتمكّن المهنيين من التميّز في مجالاتهم. وفي ظل التحولات السريعة التي يشهدها القطاع المالي في الكويت، يؤمن الاتحاد بأن الاستثمار في مهارات مثل حلّ المشكلات، والابتكار، والقيادة يُعدّ أمراً أساسياً لتحقيق التقدم المستدام والحفاظ على القدرة التنافسية للبلاد في الأسواق الإقليمية والدولية.