×
×

النظرة والسرد: إعادة النظر في غزو الكويت من خلال التصوير الفوتوغرافي

جانب من المعرض الذي أقيم في استيديوهات الصفاة
س
س

مشاريع ” أرشيف” استوديوهات الصفاة ، 2–13 أغسطس 2025

استضافت صالة “استوديوهات الصفاة”  مؤخراً معرض “النظرة والسرد: قراءة نقدية لآثار غزو الكويت”  ، وهو معرض مثير للذكريات برعاية الفنان البصري محمد الكوح. وبالإستفادة من مجموعة “أرشيف” ، حوّل المعرض المعرض إلى مكتبة مؤقتة، تعرض مجموعة واسعة من الكتب، من المذكرات الشخصية والمقالات التحليلية إلى الوثائق الفوتوغرافية التي تدرس بشكل جماعي الغزو العراقي للكويت في عام ١٩٩٠ من وجهات نظر متعددة.

كان في قلب المعرض أربع مجموعات من الكتب الفوتوغرافية، تقدم كل منها عدسة مميزة لآثار الغزو. قام الدكتور عادل عيسى اليوسيفي، رجل الأعمال الكويتي وعاشق التصوير الفوتوغرافي، بتصوير الدمار الفوري الذي حل بالمدن والصحاري وحقول النفط، وأنتج آلاف الصور التي تعمل كشهادة عاجلة للحدث اكثر منه تفسيرًا فنيًا. قارنت كلاوديا الرشود، وهي مصورة صحفية أمريكية استقرت منذ فترة طويلة في الكويت، بين حيوية البلاد قبل الغزو وندوب ما بعد الغزو، حيث قدمت سردًا بصريًا دقيقًا يتشكل من خلال القرب والمودة لبلد اختارت ان يكون موطنها. قدمت الفنانة الفرنسية صوفي ريستلهوبر “حقيقة” (١٩٩٢)، وهي سلسلة تجريدية تركز على التضاريس وتوثق حفر القنابل والمناظر الطبيعية المحروقة، وتحول الصحراء نفسها إلى شاهد صامت على الصراع. وأخيرا، التقط كتاب سيباستياو سالغادو “الكويت: صحراء مشتعلة”، المشروع الذي أنتج بالاساس كمهمة لصالح مجلة ناشيونال جيوغرافيك، صورا ساحرة بالأبيض والأسود لآبار النفط المحترقة والخسائر البشرية، مما أثار تساؤلات حول المؤلف، والمنظور، والتأطير العالمي للكارثة.

جانب من المعرض الذي أقامته منصة أرشيف في استيديوهات الصفاة

من خلال وجهات النظر المتنوعة، دعا المعرض الزوار إلى التفكير في كيفية تأطير الذاكرة وسردها وتذكرها. من خلال الجمع بين روايات شهود العيان المحليين والتقارير الصحفية للمغتربين والفن المفاهيمي والتصوير الوثائقي، قدم معرض “النظرة والسرد” فرصة نادرة للتفاعل مع التاريخ في تعقيده، مما أثار استجابة عاطفية ونقدية.

كانت مجموعة “أرشيف”، وهو المشروع الأرشيفي المستمر للفنان البصري محمد الكوح، بمثابة العمود الفقري للمعرض. يدمج المشروع مجموعة شخصية من الكتب والصور الفوتوغرافية والمقتنيات الشخصية والمعارة  ، مما يشجع الحوار النقدي حول دور الصور في المجتمع المعاصر.

 بالنسبة لهذا المعرض : أضافت المحاضرات والمناقشات وعروض الأفلام؛ بما في ذلك فلم “دروس الظلام”  لفيرنر هرتسوغ،  وبعض الإنتاجات المحلية مثل الفلم الوثائقي عن قصة عادل اليوسيفي: “رحلة مصور” وأفلام تجريبية لفنانه أسيل اليعقوب آولها “سيميائية الحرب في المطبخ” وثانيها “مائة جندي يتشقلب” تنوعا واثرت التجربة ، وقدمت نقاط دخول متعددة للجمهور للتفاعل مع تاريخ الكويت متعدد الطبقات.

لا يكمن نجاح المعرض في اتساع نطاق المواد المعروضة  فحسب، بل أيضًا في قدرته على تحويل الوثائق الأرشيفية إلى تجربة سردية غامرة. بالنسبة للجمهور الأصغر سنا وعامة الناس، فقد وفرت مساحة لإعادة النظر في لحظة حاسمة في تاريخ الكويت من خلال وجهات نظر حميمة وعالمية، مع تسليط الضوء على القوة الدائمة للتصوير الفوتوغرافي كشاهد وذاكرة وقصة.

منسق المعرض محمد الكوح يقدم شرحا للزوار



Web Design & SEO by WebVue