أعربت المملكة العربية السعودية وإندونيسيا اليوم الأربعاء عن بالغ قلقهما حيال الكارثة الإنسانية في غزة وطالبتا المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية فورية لإنهاء الكارثة الإنسانية في القطاع.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر في ختام زيارة الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو إلى السعودية جدد الجانبان فيه تأكيدهما مواصلة تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة لمواجهة تداعيات عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدا أهمية الدور الذي يجب أن يضطلع به المجتمع الدولي في الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإجباره على الامتثال للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ودعوة جميع الدول إلى إدانة انتهاكاته ومطالبة المجتمع الدولي بمحاسبته وفق القانون الدولي والضغط عليه للوفاء بالتزاماته.
وأشار البيان الختامي إلى زيارة الدولة للرئيس الإندونيسي إلى السعودية والتي جاءت بدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وانطلاقا من الأواصر الأخوية والعلاقات المتميزة والروابط التاريخية الراسخة التي تجمع البلدين.
ولفت البيان إلى جلسة المباحثات الرسمية التي عقدت بين الرئيس الإندونيسي وولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان حيث استعرضا خلالها العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها في جميع المجالات.
وقال البيان إنه في بداية الاجتماع ثمن الجانب الإندونيسي الجهود التي تبذلها حكومة المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما مشيدا بمستوى التنسيق بين البلدين لتحقيق راحة الحجاج والمعتمرين والزوار من جمهورية إندونيسيا.
واضاف البيان أنه تأكيدا لحرص البلدين على تعزيز وتعميق علاقتهما التاريخية في جميع المجالات عقد الاجتماع (الأول) لـ(مجلس التنسيق الأعلى السعودي الإندونيسي) برئاسة مشتركة من ولي العهد السعودي والرئيس الإندونيسي حيث جرى خلال الاجتماع إقرار حوكمة المجلس وعدد من التوصيات التي من شأنها تعزيز سبل التعاون بين البلدين في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وأكد رئيسا المجلس أهمية استمرار دعم وتطوير أعمال المجلس ولجانه والتنسيق الدائم بين الجانبين بما يسهم في تعزيز فاعليته أداة مؤسسية تؤطر أعمال التعاون الثنائي.
ووفقا للبيان الختامي وفي المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية أشاد الجانبان بمتانة الروابط الاقتصادية بينهما متفقين على أهمية تعزيز تعاونهما خاصة في القطاعات ذات الأولوية المشتركة ودعم بناء الشراكة بين القطاع الخاص في البلدين واستثمار الفرص التي تقدمها (رؤية المملكة 2030) و(رؤية إندونيسيا الذهبية 2045) لتعزيز التعاون في مختلف المجالات.
وأشادا بمستوى التجارة الثنائية التي بلغت خلال الأعوام الخمسة الماضية (نحو 5ر31 مليار دولار) مما يجعل المملكة الشريك التجاري الأول لإندونيسيا في المنطقة وأكدا أهمية استمرار العمل المشترك لتنمية حجم التبادل التجاري وتكثيف الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في القطاعين العام والخاص.
وفي مجال الطاقة أشاد الجانب الإندونيسي بدور المملكة الريادي وجهودها في تعزيز موثوقية أسواق النفط العالمية واستقرارها وبدورها الإيجابي في توازن أسواق الطاقة العالمية.
وأكد الجانب الإندونيسي أهمية ضمان أمن الإمدادات لجميع مصادر الطاقة في الأسواق العالمية.
وفي هذا الصدد اتفق الجانبان على أهمية تعزيز التعاون في توريد النفط الخام ومشتقاته والبتروكيماويات والعمل المشترك وتطوير سلاسل التوريد واستدامتها في قطاعات الطاقة وتشجيع نقل التكنولوجيا وبناء القدرات والبحث التعاوني لدعم التحولات الوطنية في مجال الطاقة وأهداف تطوير الطاقة المتجددة.
واتفق الجانبان على التعاون لتحفيز الابتكار وتطبيق التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة وتطوير البيئة الحاضنة لها.
وعبر الجانبان عن تطلعهما إلى تعزيز التعاون في المجال الصحي لاسيما ما يتعلق بتطبيق اشتراطات الحج والعمرة ودعم الاستثمار في هذا القطاع من خلال التعاون في مجال صناعة الأدوية واللقاحات والتكنولوجيا وتطوير الكوادر البشرية.
واتفق الجانبان على أهمية تعزيز وتطوير التعاون الدفاعي بين البلدين بما يحقق المصالح المشتركة ويسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.
وأكدا سعيهما إلى تعزيز تعاونهما الأمني والتنسيق حيال الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك مكافحة الجرائم بجميع أشكالها.
ورحب الجانبان بتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم خلال هذه الزيارة بين مؤسسات القطاع الخاص في البلدين بلغت قيمتها نحو 27 مليار دولار في عدد من المجالات.
وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون بينهما في المنظمات الدولية بما يحقق التعاون الدولي متعدد الأطراف لمعالجة التحديات الاقتصادية التي تواجه البلدين والعالم.
ورحبا بإعلان التوصل إلى صيغة اتفاق لإيقاف إطلاق النار بين طرفي الأزمة في المنطقة معربين عن تثمينهما للجهود المبذولة لاحتواء ذلك.
وأكد الجانبان أنه لا سبيل إلى تحقيق الأمن والاستقرار في فلسطين إلا من خلال تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بحل الدولتين.
وثمن الجانب الإندونيسي جهود المملكة في هذا الإطار بما في ذلك في (التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين).
وحث الجانبان جميع الدول على دعم هذه الجهود والمشاركة فيها بفاعلية لوضع خطوات عملية تدعم الجهود الأممية ومساعي السلام وتفضي إلى تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة وإنهاء الاحتلال.
وفي الشأن اليمني أكد الجانبان أهمية الدعم الكامل للجهود الأممية والإقليمية للوصول إلى حل سياسي شامل للأزمة اليمنية بما يضمن للشعب اليمني وحدة بلاده واستقرارها.
وفي الشأن السوري شدد الجانبان على أهمية احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض أي تدخل في شؤونها الداخلية مجددان دعمهما لجميع المساعي الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في سوريا.
وفي الشأن السوداني أكد الجانبان أهمية مواصلة الحوار بين طرفي النزاع من خلال منبر جدة وصولا إلى إيقاف كامل لإطلاق النار وإنهاء الأزمة ورفع المعاناة عن الشعب السوداني والمحافظة على سيادة السودان ووحدته والمؤسسات الوطنية فيه.