شارك وزير الدولة لشؤون الاتصالات والشباب وعضو مجلس الأمة السابق السيد داود سليمان معرفي في أعمال الملتقى العربي للتكنولوجيا بنسخته الثانية، والذي انعقد ضمن فعاليات مؤتمر Web Summit للتكنولوجيا في العاصمة البرتغالية لشبونة، بمشاركة نخبة من القادة وصناع القرار والخبراء في مجالات الابتكار والتحول الرقمي من مختلف دول العالم.
وفي كلمته أمام الملتقى، أكد معرفي أن منطقة الخليج العربي لم تعد ساحة لاختبار تكنولوجيا يطورها الآخرون، بل أصبحت إحدى المناطق التي يُصمَّم فيها الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي ويُصدَّر إلى العالم، مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون تشهد استثمارات استراتيجية في صناديق تمويل الذكاء الاصطناعي، ومناطق الحوسبة السحابية، ومراكز البيانات السيادية، ومبادرات الابتكار الوطنية.
واستعرض معرفي النموذج الكويتي في هذا التحول، موضحاً أن الكويت تمتلك واحدة من أصغر الفئات السكانية سناً في المنطقة، حيث يشكل الشباب أكثر من ثلثي المواطنين، وهي طاقة بشرية تمثل ركيزة في بناء الاقتصاد الرقمي.
وقال إن الشباب الكويتي لا يكتفون باستخدام التكنولوجيا بل يفهمون لغتها ويطوّرونها، لافتاً إلى أن الحكومة نفذت برامج وطنية بالشراكة مع شركات عالمية مثل Google Cloud وMicrosoft وBoeing لتأهيل آلاف الشباب في مجالات الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وتحليلات البيانات.
وأشار معرفي إلى أن هذه الجهود تتماشى مع رؤية الكويت 2035، ومع التوجه الخليجي الهادف إلى بناء قدرات محلية في الذكاء الاصطناعي وعدم استيراد العقول من الخارج، مؤكداً أن المرحلة المقبلة ستشهد بروز كفاءات كويتية قادرة على تصميم بنى تحتية رقمية آمنة، وتطوير حلول ذكاء اصطناعي باللغة العربية وبخصوصية خليجية.
وفي ختام كلمته، دعا معرفي شركاء التكنولوجيا في أوروبا والبرتغال إلى إقامة شراكات استراتيجية حقيقية مع دول الخليج، تتضمن الأبحاث المشتركة حول سلامة الذكاء الاصطناعي، ودعم الشركات الناشئة، وتنفيذ مشاريع تجريبية موازية بين مدن أوروبية وخليجية، وتبادل الخبرات بين المواهب الشابة من الجانبين.
وأكد أن الكويت تقدم اقتصاداً مستقراً وموقعاً استراتيجياً ورؤية وطنية تضع التكنولوجيا في قلب التنمية الاقتصادية، مشيراً إلى أن دول الخليج أصبحت اليوم قادرة على المساهمة في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي وأطره الأخلاقية على المستوى العالمي
