- كويت نيوز - https://kuwaitnews.com -

كرة قدم للإنسانية: ختامٌ ناجح لمبادرة أممية رياضية إنسانية جمعت بين الدبلوماسية والعمل الإنساني لدعم أطفال فلسطين

توظيفاً للشعبية العالمية لكرة القدم في خدمة الدبلوماسية الإنسانية وتقديم الدعم الملموس للأطفال المتأثرين بالأزمات، اختتمت اليوم في الكويت المبادرة الأممية الدبلوماسية «كرة قدم للإنسانية» فعاليات بطولة النسخة الأولى المخصصة لأطفال فلسطين تحت رعاية معالي السيد/ عبدالله علي اليحيا، وزير الخارجية، وبالشراكة مع الأمم المتحدة ممثلةً بمكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في الكويت واليونسكو ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف، وبدعم من الاتحاد الكويتي لكرة القدم بالشراكة مع برنامج الفيفا لتنمية المواهب، وتعاون سفارات 11 دولة، ومساندة القطاع الخاص الكويتي.

وقد تقدّم الحضور سعادة الوزير المفوض/ عبدالعزيز سعود الجارالله، مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية، وسعادة السفيرة الشيخة / جواهر ابراهيم دعيج الصباح مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الانسان، وسعادة سفراء إيطاليا، فرنسا، البرازيل، أسبانيا، بلجيكا، فلسطين، تونس، مصر، المملكة المتحدة، الهند، وأرمينيا، والشيخة/ انتصار سالم العلي الصباح رئيس مجلس إدارة مؤسسة «النوّير» غير الربحية، رئيس اللجنة المنظِّمة للمبادرة، والشيخ/ أحمد اليوسف رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، والسيد/ ناصر الشيخ، مدير عام الهيئة العام للشباب، والسيد/ وليد الأنصاري، نائب مدير عام الهيئة العامة للشباب.

ومن جانبه قال سعادة الوزير المفوض/ عبدالعزيز سعود الجارالله، مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية، وعضو مجلس أمناء المبادرة: “يؤكد نجاح مبادرة «كرة قدم للإنسانية» دور دولة الكويت الراسخ في دعم العمل الإنساني، وتفعيل دور الدبلوماسية الإنسانية لتعزيز أواصر التعاون والتكامل الدولي من أجل تعزيز السلام والتنمية ودعم الفئات الأشد حاجة، مثمنين جهود شركائنا في الأمم المتحدة والبعثات الدبلوماسية لسفارات الدول المشاركة في الكويت على ما قدّموه من جهودٍ كبيرة ودعمٍ كريم لإنجاح هذه المبادرة الإنسانية ذات الأبعاد الدبلوماسية. ونتطلع إلى مواصلة هذا التعاون البنّاء في النسخ المقبلة بما يعزّز مكانة الكويت كمركزٍ للعمل الإنساني”

كما قالت سعادة/ غادة حاتم الطاهر، ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم في دولة الكويت، وعضو مجلس أمناء المبادرة: “يجسّد نجاح مبادرة «كرة قدم للإنسانية» عمق الشراكة الراسخة بين دولة الكويت والأمم المتحدة في دعم الجهود الإنسانية وتعزيز التنمية المستدامة، ولقد أكدت هذه النسخة الأولى أن الرياضة قادرة على تجاوز الحدود، وبناء جسور التفاهم والسلام، وتجسيد التضامن الإنساني على أرض الواقع، وقد لمسنا تفاعلاً مجتمعياً واسعاً يعكس إيمان الشباب والمجتمع المحلي والدولي بقيمة الرياضة كأداة للتغيير الإيجابي وبقدرتها على إحداث أثر ملموس في حياة الأطفال المتأثرين بالأزمات ومناطق النزاع، ونحن في الأمم المتحدة نتطلع إلى مواصلة هذا العمل والبناء عليه في نسخٍ قادمةٍ أوسع تأثيراً وأكثر انتشاراً.”

ومن ناحيتها، قالت الشيخة/ انتصار سالم العلي الصباح، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «النوّير» غير الربحية، رئيس اللجنة المنظِّمة للمبادرة، وعضو مجلس الأمناء: “مع ختام النسخة الأولى من مبادرة «كرة قدم للإنسانية»، نشعر بفخر كبير لما تحقق من إنجازات، هذه المبادرة هي ثمرة تعاون كويتي وأممي ودبلوماسي ومجتمعي، وفتحت آفاقاً جديدة للتعاون الدولي وللتأثير الإيجابي من خلال استخدام الرياضة كأداة لبناء السلام وتعزيز التماسك الاجتماعي والمجتمعات الآمنة للأطفال حول العالم، وما تحقق اليوم لم يكن ليتحقق لولا إيمان شركائنا بهدف توفير فرص متكافئة للأطفال في المجتمعات المتأثرة بالأزمات، ونحن نؤمن بأن ما شهدناه اليوم هو بداية حركة عالمية توظّف شغف كرة القدم لخدمة الإنسان أولاً. نتوجّه بجزيل الشكر لجميع شركائنا من القطاعين العام والخاص، وللأطفال والأسر الذين جعلوا من هذا الحدث تجربة تعبّر عن روح الكويت والعالم وقيمهما الإنسانية، ونتطلّع إلى مواصلة المسيرة في نسخٍ قادمة بالشراكة مع الجميع.”

وبدوره، قال الشيخ/ أحمد اليوسف الصباح رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم، وعضو مجلس أمناء المبادرة: “يفخر الاتحاد الكويتي لكرة القدم بدعمه لمبادرة «كرة قدم للإنسانية»، انطلاقاً من إيمانه بدور الرياضة في بناء الإنسان وخدمة المجتمع، وتعزيز قيم التلاحم والمسؤولية والتكافل، ويأتي هذا الدعم تجسيداً لرسالة الاتحاد في توظيف كرة القدم كمنصة لنشر القيم الإنسانية والاجتماعية، وبما ينسجم مع جهود الكويت في ترسيخ مكانتها كمركز للعمل الإنساني. كما نثمّن التعاون الوثيق مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من خلال برنامج FIFA لتنمية المواهب، الذي يعكس تكامل الأدوار بين المؤسسات المحلية والدولية في دعم الأهداف النبيلة للمبادرة. اليوم، نقف جميعاً على أرض الكويت، أرض الصداقة والسلام، توحّدنا راية الرياضة من أجل الإنسان، واضعين نصب أعيننا هدفاً واحداً هو دعم الأطفال المتأثرين بالأزمات، وماضون نحو نسخٍ قادمة بآفاقٍ أوسع وأثرٍ أعمق.”

وقد عبّرت السيدة/ بلسم الأيوب مستشارة المبادرة وعضو مجلس الأمناء وبطلة دولية سابقة في رياضة المبارزة قائلةً: “«كرة قدم للإنسانية» هي نموذج حقيقي وواقعي لما تستطيع كرة القدم من خلقه من أثر إيجابي في هذا العالم، في «كرة قدم للإنسانية» نحن نصنع واقعاً أفضل لحياة طفل تأثرت بسبب نزاع أو كارثة، إنها ليست مجرد كرة، إنها بوابة للمستقبل من خلال الرياضة التي نؤمن بأنها من أكثر الأدوات تأثيراً لتنمية المجتمعات وتمكين الأفراد وتحقيق السلام، ويملؤني الفخر كرياضية كويتية أن أشهد هذا الحدث بتفاصيله الذي يجسد إرث كويتي إنساني ورياضي صنعناه جيلاً بعد جيل.”

البطولة الكروية

وشهدت البطولة المخصصة للصغار حضوراً جماهيرياً واسعاً ومشاركة فاعلة من مؤسسات القطاعين العام والخاص، لتشجيع أكثر من 400 لاعب ولاعبة تتراوح أعمارهم من 8 إلى 12 سنة، ومن مختلف الجنسيات، خاضوا مباريات ودّية دعماً لأقرانهم الأطفال في فلسطين. كما شهد كلٌ من حفلَي الافتتاح والاختتام لوحات فنية تعبيرية أدّاها الأطفال المشاركون، تضمّنت رسائل تعبّر عن التضامن والوحدة من خلال الرياضة تجاه أقرانهم الأطفال في المجتمعات المتأثرة بالأزمات، ولا سيما أطفال فلسطين. كذلك تم تنظيم مباراة استعراضية لمنتخب الكويت الوطني للسيدات تحت 17 عاماً، فيما احتضن مركز شباب مدينة جابر الأحمد التابع للهيئة العامة للشباب فعاليات البطولة على مدار يومي 6 و7 نوفمبر، ضمن أجواء رياضية تسعى إلى تسليط الضوء على دور الرياضة كجسر للتقارب والتضامن الإنساني.

ولأول مرة، اتبعت بطولة «كرة القدم للإنسانية» نمطاً فريداً لم يسبق تنظيمه محلياً أو إقليمياً أو عالمياً، حيث أوكلت مهمة إدارة المباريات إلى الأطفال أنفسهم، وأقيمت المباريات من دون حكّام، واقتصر دور المدربين على تبديل اللاعبين والإشراف على السلوك العام. وبدلاً من الإنذارات والطرد عبر البطاقتين الصفراء والحمراء، شهدت البطولة للمرة الأولى إشهار بطاقة خضراء تُمنح للاعبين الذين يظهرون روحاً رياضية عالية. وأقيمت المباراة الختامية بين فريقين مكوّنين من لاعبين مختارين من مختلف الفرق الأخرى، لترسم لوحة تضامنية تؤكد رسالة الوحدة والأخوّة. كما أنه لم تكن هناك نتائج للمباريات أو ترتيب للمراكز، لتكون البطولة تجربة رياضية ممتعة بروح الإنسانية والتضامن، وتأكيداً على رؤية المبادرة في منح الأطفال فرصةً للاستمتاع بالرياضة كمفهوم وأسلوب حياة شامل، بما يعزز من القيم الأخلاقية والإنسانية والأهداف النبيلة.

المزاد الخيري

وتجدر الإشارة إلى أن «كرة قدم للإنسانية» أعلنت يوم أمس تمديد المزاد الكروي الخيري حتى 20 نوفمبر الجاري، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من المشاركين حول العالم للمزايدة على مقتنيات وقطع نادرة، يُخصَّص ريعها لمساعدة الأطفال الفلسطينيين عبر جمعية الهلال الأحمر الكويتي، وسوف يعلن عن الفائزين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ويستطيع عشاق كرة القدم والمقتنيات النادرة المزايدة على قطع مميزة تشمل قميص منتخب الكويت في كأس العالم 1982 موقعاً من أسطورة الكرة الكويتية جاسم يعقوب، وقميص نادي برشلونة موقعاً من الأسطورة الإسباني “أندريس إنييستا”، وقميص نادي إيه سي ميلان موقعاً من بطل العالم الإيطالي “أندريا بيرلو”، وقميص منتخب البرازيل موقعاً من النجوم “فينيسيوس جونيور” لاعب نادي ريال مدريد، و”أليسون بيكر” لاعب نادي ليفربول، و”رافينيا” لاعب نادي برشلونة، بالإضافة إلى لاعبين آخرين من المنتخب البرازيلي. ومن بين أبرز المقتنيات الأخرى، قميص منتخب بلجيكا، مقتنيات منتخب إيطاليا، وكرتان موقعتان من لاعبي المنتخب التونسي. وتحمل كل قطعة شهادة توثيق واعتماد رسمية لضمان أصالتها.

شراكات دولية ومحلية

تعزيزاً للهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة المعني بعقد الشراكات لتحقيق الأهداف، نجحت مبادرة «كرة قدم للإنسانية» في بناء تحالفات متكاملة جمعت بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بهدف تحقيق غايات إنسانية وتنموية مشتركة، وقد تجلى ذلك بتبني وزارة الخارجية الكويتية للمبادرة، وشراكة الأمم المتحدة ممثلةً بمكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة في الكويت، واليونيسيف واليونسكو ومنظمة الصحة العالمية، ودعم وتعاون سفارات إيطاليا، فرنسا، البرازيل، أسبانيا، بلجيكا، فلسطين، تونس، مصر، المملكة المتحدة، الهند، وأرمينيا، إلى جانب دعم الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) ممثلاً ببرنامج FIFA لتنمية المواهب.

كما حظيت المبادرة بمساندة القطاع الخاص الكويتي ممثلاً في مركز الحمراء للتسوق، ومخازن (أجيليتي للمخازن العمومية سابقاً)، ومجموعة كوت الغذائية – وكيل علامة بيتزا هت في الكويت، ومنصة ڤو الإبداعية، حيث تتماشى المبادرة مع توجهات جميع الشركاء في توظيف كرة القدم كمنصة لتعزيز القيم الإنسانية، بما يمهّد لمزيد من التعاون المستقبلي في المبادرات المشتركة.

تخضع مبادرة «كرة القدم للإنسانية» لإشراف مجلس أمناء يضم قادة من وزارة الخارجية الكويتية والأمم المتحدة، وسفراء من 11 دولة، ومسؤولين كويتيين، بما يضمن بعدها الدبلوماسي ومصداقيتها الإنسانية، وذلك ضمن تحالف أممي دبلوماسي رياضي غير مسبوق، تأتي فيه الكويت بموقع الدولة المستضيفة لمبادرة دولية تحوّل قوة كرة القدم في حشد الجماهير إلى دعم ملموس للأطفال المتأثرين بالأزمات، وتشكّل أساساً قوياً لنسخ مستقبلية تتوسع عاماً بعد عام لتشمل قضايا أوسع.