قال وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي إن المجاعة التي يعانيها أهالي غزة وأعلنت الأمم المتحدة أنها واقعة رسميا الجمعة، “فضيحة أخلاقية” و”كارثة من صنع الإنسان”.
وقال لامي في بيان “إن تأكيد المجاعة في مدينة غزة والمناطق المحيطة بها أمرٌ مروعٌ على نحو صارخ، وكان تفاديه ممكنا بالكامل. رفض حكومة الاحتلال السماح بدخول مساعدات كافية إلى غزة تسبب في هذه الكارثة التي هي من صنع الإنسان. إنها فضيحة أخلاقية”.
وجاء إعلان المجاعة في محافظة غزة في شمال القطاع، بعد أشهر من تحذيرات أطلقتها منظمات إنسانية. وأكدت الأمم المتحدة رسميا الجمعة أن المنطقة تعيش حالة مجاعة، في ظل الحصار المفروض على القطاع الفلسطيني.
ونبّه خبراء الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف مليون شخص في غزة يواجهون “جوعا كارثية”، وهو أعلى مستوى في التصنيف ويتّسم بالمجاعة والموت.
وأضاف لامي “بإمكان حكومة الاحتلال ويجب عليها أن تتحرك فورا لمنع تدهور الوضع أكثر”، وذلك من خلال “السماح بإيصال الأغذية والوقود والأدوية بدون قيد أو شرط”.
وأكد الوزير البريطاني أن “على الاحتلال السماح للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية بالقيام بأعمالها الحيوية من دون عرقلة”، مجددا دعوته إلى وقف إطلاق نار فوري.
وقالت وزارة خارجية الاحتلال في بيان ردّا على إعلان الأمم المتحدة وتقرير الخبراء، “لا توجد مجاعة في غزة”، مضيفة أن التقرير “يستند إلى أكاذيب حماس التي تعيد منظمات تدويرها خدمة لأجندتها الخاصة”، ومشيرة إلى أنه “في الأسابيع الأخيرة، غمر التدفق الهائل للمساعدات القطاع بالمواد الغذائية الأساسية”.
ووفقًا لتقديرات التصنيف الأممي، من المتوقع أن تتوسع المجاعة لتشمل أيضا دير البلح (وسط) وخان يونس (جنوب) بحلول أواخر أيلول/سبتمبر.
وطالب لامي أيضا بـ”وقف العملية العسكرية في مدينة غزة التي تُعد بؤرة المجاعة”، محذرا من أن العملية “لن تؤدي إلا إلى تفاقم وضع كارثي أصلا، كما أنها تُعرض حياة الرهائن المحتجزين لدى حماس للخطر”.
وأمر جيش الاحتلال الذي يسيطر حاليا على 75 في المئة من القطاع، باستدعاء 60 ألف جندي احتياط تمهيدا لتنفيذ خطة السيطرة على مدينة غزة التي أُقرّت في وقت سابق هذا الأسبوع.
وأسفرت الهجمات وعمليات الاحتلال العسكرية منذ بدء الحرب عن استشهاد 62064 أشخاص على الأقل، غالبيتهم من المدنيين.