- كويت نيوز - https://kuwaitnews.com -

رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة: يجب إجراء إصلاحات للمنظومة لتعزيز فعاليتها

شدد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيليمون يانغ اليوم الخميس على ضرورة إجراء إصلاحات للمنظومة بغية زيادة فعاليتها موضحا أن مصداقية الأمم المتحدة والنظام متعدد الأطراف الذي تجسده تعتمد على قدرتها على التكيف مع واقع عصرنا.

جاء ذلك بمناسبة احتفالية أقامتها الجمعية العامة للاحتفاء بالذكرى الـ80 لتوقيع ميثاق الأمم المتحدة وللتأكيد على أهميته التأسيسية في تحقيق السلام والتنمية وحقوق الإنسان.

وقال يانغ في مستهل المناسبة إن إحياء الذكرى اليوم يأتي في “منعطف مؤلم للغاية في حياة هذه المنظومة” حيث تحتدم الصراعات في غزة وأوكرانيا والسودان “وتظهر من جديد جراح تاريخية لم تندمل بعد وتعود القومية المتطرفة بقوة”.

وأكد أن توقيع الميثاق مثل “نقطة تحول في التاريخ الحديث” بعد دمار الحربين العالميتين وأرسى أسس نظام جديد متعدد الأطراف “من المفروض أن يرتكز على الحوار والتعاون”.

ولفت يانغ إلى أن الأمم المتحدة على مدى ثمانية عقود كانت في صميم استجابة البشرية لأكبر تحدياتها وصاغت أجندة عالمية تتطلع إلى “السلام والتنمية والكرامة وليس كأحلام للبعض بل كوعود للجميع”.

ونبه رئيس الجمعية العامة إلى أن “بعض الدول المهمة اختارت القوة بدلا من الالتزام بالقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وهذا وضع بالغ الخطورة”.

وسلط يانغ الضوء على الإصلاحات التي يقودها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من خلال “مبادرة الأمم المتحدة 80” التي “ستجعل منظومتنا أداة للتعاون الدولي المستدام”.

من جانبه قال غوتيريش في كلمته أمام الجمعية العامة إنه بعد مرور 80 عاما على توقيع الميثاق يشهد العالم “اعتداءات على مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة لم يسبق لها مثيل”.

وأضاف أننا نواجه “التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد الدول ذات السيادة وانتهاك القانون الدولي واستهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية وتحويل الغذاء والمياه إلى سلاح وتآكل حقوق الإنسان”.

وشدد غوتيريش على أن “ميثاق الأمم المتحدة ليس اختياريا. إنه أساس العلاقات الدولية ولا يمكننا ولا يجب علينا تطبيع انتهاكات أبسط مبادئه”.

وحث جميع الدول الأعضاء على الالتزام بروح الميثاق ونصه “والمستقبل الذي يدعونا لبنائه من أجل السلام والعدالة والتقدم ومن أجلنا نحن الشعوب”.

ونبه إلى أن الميثاق “منحنا الأدوات اللازمة لتغيير المصائر وإنقاذ الأرواح وبث الأمل في أكثر بقاع العالم يأسا”.

ووصف الأمين العام المنظومة الأممية بأنها “قوة بناء” في عالم غالبا ما اتسم بالدمار و”ساحة التقاء” يمكن فيها “لأشرس المنافسين أن يجتمعوا لحل المشكلات العالمية”.

واعتبر المنظومة أيضا “منبرا تسمع فيه أصوات الناس في كل مكان” وهيئة يمثل فيها “الأصغر إلى جانب الأقوى” ومحركا للتقدم في مجال حقوق الإنسان والتنمية المستدامة والعمل الإنساني.

وشدد غوتيريش على وجوب احترام القانون الدولي وإعادة الالتزام به أكثر من أي وقت مضى للتكيف مع العالم الرقمي متعدد الأقطاب بشكل متزايد والاستجابة للصدمات العالمية بوحدة وعزيمة.

يذكر أنه تم التوقيع على ميثاق الأمم المتحدة في 26 يونيو 1945 (قبل 80 عاما) ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ حتى 24 أكتوبر 1945 بعد أن صدقت عليه الهيئات التشريعية للدول الموقعة.

ويعتبر الميثاق معاهدة دولية وصك قانوني يلزم جميع الدول الأعضاء بالمبادئ والالتزامات المنصوص عليها فيه حيث مهد الميثاق – منذ تصديقه – الطريق لاتفاقيات دولية بارزة أخرى بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948 وميثاق المستقبل لعام 2024.